إعلان علوي

المقابلة الإرشادية عند كارل روجرز Carl Rogers

 المقابلة الإرشادية عند كارل روجرز Carl Rogers

الكاتب: أحمد بلقمري

كارل روجرز في إحدى مقابلاته الإرشادية

يعتبر أسلوب الإرشاد الفردي والجماعي من أهم الأساليب والطرق التي يلجأ إليها مستشار التوجيه المهني أو الأخصائي في علم النفس المدرسي، وتبقى المقابلة الإرشادية نصف الموجّهة التي اقترحها (Rogers. C (1957، والتي تسمّى ”مقابلة علاقة المساعدة“ واحدة من أهمّ الطرق الفعّالة، والمستخدمة لمساعدة التلاميذ والطلاّب في تجاوز مشكلات التكيّف لديهم. فما هي هذه المقابلة؟، علام تستند، وما هي شروطها؟.

مقابلة علاقة المساعدة (L’entretien de la relation d’aide):

قدّم (Caplan  (1977 أربعة أنواع من الاستشارات، وهي:
1. الاستشارة المتمركزة حول العميل.
2. الاستشارة المتمركزة حول المستشير.
3. الاستشارة الإدارية المتمركزة حول البرنامج.
4. الاستشارة الإدارية المتمركزة حول المستشار.
لكنّ ما يهمّنا في هذه البطاقة البحثية، هو الحديث عن الاستشارة المتمركزة حول العميل، والتي جاء بها صاحب الكتاب الشهير ”الإرشاد والعلاج النفسي“، ونقصد به عالم النفس الأمريكي Rogers. Cحيث تستند هذه الاستشارة على طريقة مقابلة علاقة المساعدة، وتطبّق في عدّة حقول: الإدماج المهني، العلاج، الحقل الاجتماعي...
ويعرّف Rogers. C مقابلة علاقة المساعدة، على أنّها:
قدرة المرشد/ المعالج على جعل كل شخص يعاني من مشكلات قادرا على تسخير موارده ليعيش وضعيته بطريقة أفضل ”إنّه علاج علائقي“.
ويؤكد Rogers. C  على أهمية النظر إلى الشخص كما هو في الواقع، دون ربط صورته بمعاناته وسلوكه. وهنا أكّد Rogers. C  على أهمية التفريق بين المساعدة وعلاقة المساعدة.

شروط مقابلة علاقة المساعدة:

يعتبر Rogers. C  أن الموقف نصف الموجه، يتطلّب شروطا ضرورية وكافية لتحقيق نجاح مقابلة علاقة المساعدة، وأهمّها:

 1.الحضور(La présence):

يعرّف على أنه حضور من أجل الآخر ”أن تكون هنا“، هذا المفهوم يعرّف أيضا على أنّه القدرة الجسدية على الحضور ”هنا“، والقدرة النفسية على أن تكون مع الشخص.

2.الإصغاء (L’écoute):

الإصغاء هو -غالبا- مرادف للحضور (التوفر) في الزمن، ويعني أيضا، أن تكون على استعداد داخلي لاستقبال ما يقوله الآخر. والإصغاء صمت وكلام. الصمت بمعنى إعلان انفتاحنا واهتمامنا لطلب العميل ومعاناته.

3.التقبل (L’acceptation):

يتعلّق الأمر بشعور انفتاح على تجربة الآخر، معاناته، طريقته في الكينونة دون تطلّب التغيير، هذا ما يعد الشرط الأول لتأسيس علاقة المساعدة.

4.الاحترام الدافئ(Le respect chaleureux):

علاقة المساعدة تقوم على الثقة والاحترام. عن طريق الاحترام، المساعد يرى في الآخر شخصية إنسانية تتمتع بالكرامة والقيمة الكبيرة.

5. الألفة(L’empathie) أو مرتكز الوقوف لعلاقة المساعدة:

الألفة عبارة عن شعور فهم عميق يغمر المساعد(L’aidant) الذي يسجّل صعوبات الشخص المساعد(L’aidé)، ويحسّ بها كأنّها اخترقت عالمه، كأنه يضع نفسه مكانه، ويعيش ما يعيشه بالطريقة ذاتها، فيعيد له الراحة التي يطلبها، لكن دون تقمص معاشه، ودون عيش نفس انفعالاته.
تشمل الألفة توفير جو مريح، وفهم متبادل لأهداف المقابلة (تيموثي ج. ترول، 2007. ص256).

6. الواقعية (L’authenticité):

وهي قدرة المساعد (L’aidant) على البقاء كما هو في الواقع طيلة العلاقة مع المساعد (L’aidé).
بفضل الواقعية يبقى المساعد (L’aidant) شفافا، عفويا، ومنفتحا، فلا يبحث عن الظهور بمظهر مصطنع، وصورة الخبير العارف بوضعية الآخر.

7. التطابق (La congruence): 

هو الطريقة التي يظهر بها بعض التوافق ما بين ما يحسه، وما يفكر فيه، وما يقوله، وما يفعله، وبين السلوك اللفظي، والسلوك غير اللفظي.
التطابق هو أيضا خلق انسجام بين انفعالاته، أفكاره، وأفعاله.(Garry Prouty, 2005.p 75-89)

المراجع:

-اللغة العربية:
-تيموثي ج. ترول، علم النفس الإكلنيكي، ترجمة: فوزي شاكر طعيمة داود، وحنان لطفي زين الدين، الطبعة 1 (الأردن: دار الشروق للنشر والتوزيع،  2007)، ص 256.
-نايفة القطامي، علم النفس المدرسي، الطبعة 2 (الأردن: دار الشروق للنشر والتوزيع،  1999)، ص 86.
-اللغة الأجنبية:
-Margot Phaneuf, Communication, entretien, relation d’aide et validation,(édition chenelière / Mc Graw-Hill 2002).
-الدوريات:
-Garry Prouty, « L'attitude non-directive et les conditions nécessaires et suffisantes appliquées aux schizophrènes et retardés mentaux  », Approche Centrée sur la Personne. Pratique et recherche 2005/2 (n° 2), p. 75-89.

ليست هناك تعليقات