المشروع المهني The vocational project
المشروع المهني The vocational project
الكاتب(ة): خديجة حماش
يتم تعريف المشروع المهني وفقا للأهداف المهنية التي هي نفسها تقييم المعاش، والشخصية، ونقاط القوّة، والدوافع، والقيم.وفي هذا المقال سنتعرف معا على ماهية المشروع المهني.
مصطلح المشروع المهني يتكون من جزأين:
المشروع (Project):
التعريف اللغوي:
ورد في المنجد في اللغة والإعلام ذكر ثلاثة معاني مختلفة: ما صوغه الشرع من الفعل شرع بمعنى سن شريعة.
شرعت الرماح أي سددها وصوبها. المشروع ما بدأت بعمله. (1)
التعريف الاصطلاحي:
عرف دوبيه Dubet المشروع على أنه: "إنتاج – يكون مكثفا خاصة أثناء المراهقة –لصور وأوضاع يتمنى الشخص التوصل إليها، وذلك بإتباع نمط عيش اختاره هو بنفسه".(2) وهو واجب تنظيمي مؤقت تتم مباشرته لخلق منتج أو خدمة متميزة. (3)
المهنة (Vocation):
التعريف اللغوي:
الحذق في العمل، أو العمل نفسه، ويقال خرج بثياب مهنته أي في ثياب خدمته التي يلبسها في أشغاله، جمعها مهن.(4)
التعريف الاصطلاحي:
مجموعة من الأعمال المتجانسة والمتدرجة هرميا ضمن مستويات مقننة من المهارة.(5)
المشروع المهني (The vocational project):
هو "التصوّر الذي يرسمه التلميذ ويحدده عن نوع الدراسة التي يريد مزاولتها، ونوع التكوين الذي يريد أن يستفيد منه، وطبيعة المهنة التي يريد ممارستها مستقبلا، على أن يتم تجسيد ذلك التصور مرحليا خلال مساره التكويني." (6)
ويضيف بوتينيه (Boutinet) أنه: " توقع عملي فردي أو جماعي لستقبل مرغوب فيه".(7)
وعرفه مصطفى شركي في مقاله الإطار النظري للمشروع التربوي أنه " تطلع لممارسة مهنة، أو اهتمام محدد يلائم القدرات والرغبات، ويوفر سبل العيش، ويكون غالبا بعد الدراسة، كما يمكن أن يكون متأخرا أي يمكن لطالب النجاح في الدراسة دون التوفر على هذا المشروع".(8)
كما يرتبط مفهوم المشروع المهني بتحقيق المسارات التالية:
- المرونة والقدرة على التوافق.
- الاطلاع على المعلومات المتعلقة بسوق العمل، وتفسيرها وفهمها.
- الاستعداد والقدرة على إدارة المستقبل المهني، وتطوير المسارات المهنية.(9)
مبادئ المشروع المهني:
- يصلح الفرد لأن يقوم بأكثر من مهنة، إذا كانت لديه القدرة على التكيف والتوافق مع المهن المختلفة.
- لكل مهنة، متطلبات يمكن أن تتغير مع الزمن، وحسب الظروف المكانية وعلى اختلاف الدول والمجتمعات.
- عدم اختيار المهنة تأثرا بنجاح شخص معين فيها.
- اختيار أكثر المهن ملائمة لقدرات الفرد واستعداداته وميوله وطموحاته، وعليه تصبح عملية الاختيار المهني عملية مستمرة ومتصلة، بمعنى أن تتاح للفرد حرية الاختيار والتقرير فيما يتعلق مصيره في كل مرحلة من مراحل عمره.
العوامل المؤثرة في المشروع المهني :
أ. القدرات العقلية:
تختلف المهن من حيث المتطلبات في مجال القدرات العقلية التي يمكن التعرف عليها من خلال الاختبارات.
ب.الخصائص الشخصية:
قد لا يرجع سبب فشل الفرد في الاستمرار والتفوق في مهنة ما إلى نقص القدرة والاستعداد لديه للعمل في ذلك الميدان بقدر ما يرجع ذلك إلى موقفه واتجاهه نحدو ذلك العمل، ولذلك يصبح الموقف السلبي مدن ذلك العمل هو السبب في ظهور سوء التوافق الشخصي للفرد في عمله.(10)
ج.الميول:
إن الميول ذات أهمية في الاختيار المهني فالأشخاص الذين يعملون في مهنة معينة يتميزون بأنماط من التفضيلات تميزهم عن الأشخاص الذين يعملون في مهن أخرى. وترتبط الميول بمستوى النضج المهني للفرد. (11)
د. الواقعية:
مع تقدم العمر لدى الفرد فانه يصبح أكثر ميلا إلى المهنة التي تنسجم مع قدراته ميوله والفرص المتاحة في المجتمع، أي يولي الفرد اهتماما للعوامل الواقعية أثناء عملية الاختيار المهني.
ه.مفهوم الذات:
ينظر لعمل على أنه دور للانجاز يقوم به الفرد، لذا فانه بحاجة إلى أن يطور أدوارا تتناسب تماما مع مفهومه عن نفسه لأن الذات هي التي ستلعب ذلك الدور.
و.الفروق الجنسية:
تعتبر الفروق الجنسية مؤثرا إلى حد كبير في الميول والاختيار المهني، حيث نجد الذكور يميلون إلى نشاطات معينة تختلف عن تلك النشاطات التي تميل إليها الإناث.
س.التأثيرات الأسرية:
يتدخل الوضع الاقتصادي والمهني والثقافي للأسر بدرجة كبيرة في رسم الأهداف المهنية للفرد. فالفرد لا يختار مهنة نتيجة لعامل أو دافع واحد ولكن نتيجة تفاعل دوافع شتى تهيمن على هذا الاختيار وتتحكم فيه عوامل ذاتية تتصل بشخصيته وتكوينه النفسي والفطري والمكتسب، وأخرى خارجية تتصل ببيئته الاجتماعية وبمجال العمل في مهن مختلفة.(12)
علاقة المشروع المهني بالتوجيه المهني
لصقل المشروع المهني للفرد يجب أن تتوفر خدمات الإرشاد والتوجيه جميع المراحل التعليمية والتكوينية وصولا إلى مرافقته لتحقيق الاندماج الفعال في الحياة المهنية. ومن أجل الوصول إلى الاختيار المهني السليم والمناسب، يجب توفير معلومات أدق متعلقة بالفرد، وبمجموع المسارات الدراسية والمهنية التي تتوافق مع هذه المعلومات الفردية.
1- خدمات الإرشاد والتوجيه:
تتمثل في الخصائص الإجرائية للتوجيه تترجم على أنها مجموعة من النشاطات يقوم بها المستشار وتسمح للفرد باتخاذ القرارات التي تحدد تصور الدراسي والمهني وتتمثل في:
أ- الإعلام:
هو المساعدة على إعطاء تفسيرات لبعض المعطيات عن طريق نسق مرجعي يستعمل بصورة تلقائية، وهو إثارة مع الأخذ بعين الاعتبار العناصر الأساسية التي تساعد على اتخاذ القرار.(13)
ب- الإرشاد:
عملية ترمي إلى مساعدة الفرد، ليستخدم إمكانياته وقدراته استخداما سليما للتكيف مع الحياة. (14)
ج- المشورة:
يعمل المختص على تقديم اقتراحات للفرد بناءا على التجارب والمعلومات التي اكتسبها خلال مشواره الدراسي والمهني.(15)
د- التقويم:
عملية تخطيط لمعلومات تفيد في تموين أو تشكيل أحكام، تستخدم في اتخاذ قرار أفضل من بين بدائل متعددة من القرارات.(16)
هـ- تربية المشروع:
وضع برنامج تربوي يسمح للمشاركين بتطوير استعداداتهم، معارفهم والأدوات المعرفية اللازمة للتعبير على اختيارات مهنية مناسبة والتخطيط إلى الوصول إليها.(17)
و.التعيين:
مساعدة الفرد على الحصول على عمل أو منصب تكوين.(18)
2- بيانات متعلقة بالمسترشد
أ-المعلومات الشخصية المتعلقة بالفرد:
وتشمل هذه المعلومات البيانات الأولية الخاصة بالفرد المتعلقة بالجوانب الجسمية والصحية والأسرية والاجتماعية وتاريخه الدراسي وهواياته ونشاطاته وعاداته وكل ما يمكننا من دراسة الفرد دراسة شاملة ويسمح لنا بتحليل جميع العوامل المحيطة به. إضافة إلى مصادر أخرى كالفرد نفسه وأسرته ومعلميه والمشرفين عليه كالمرشدين والموجهين والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين.
ب- المعلومات المتعمقة بالدراسات والمهن:
وهي معلومات تساعد الفرد على التعرف على أنواع الفروع والمسارات الدراسية وفرص العمل والمهن والشروط والمستمزمات الخاصة بها وسبل الالتحاق بها والنجاح فيها، وتتعلق هذه المعلومات خاصة بتحليل أهمية المهنة وضرورتها للمجتمع، طبيعة المهنة ومتطلباتها، الخصائص الفنية اللازمة للمهنة، الإعداد للمهنة والفرص المتاحة للترقية والتقدم في المهنة.(19)
المراجع:
1- المنجد في اللغة والإعلام، 1986، دار المشرق، بيروت، ط 27، ص383.
2- F.DUBET.F, 1973, pour une définition des modes d adaptions des jeunes a travers la notion de projet Revue. française de sociologie. Xiv, p225
3- ولیم.ر .دنكان، دلیل إدارة المشروعات، ترجمة عبد الحكیم أحمد الخزامي، الطبعة الأولى، دار الفجر للنشر والتوزیع، القاھرة، 2002، ص9.
4- علي بن هادية وآخرون، 1991، القاموس الجديد للطلاب، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، ص7، ص1079
5- دليل استخدام التصنيف العربي للمهن،2001، سوريا، ص1
6- بشلاغم يحي، دور التوجيه المدرسي والمهني في تأهيل الفرد ومعالجة قضايا الشباب دراسة حول المشروع المدرسي والمهني). مقال إلكتروني:
https://www.google.com/url?sa=t&rct=j&q=&esrc=s&source=web&cd=1&cad=rja&ved=0CDUQFjAA&url=http%3A%2F%2Fforum.moe.gov.om%2F~moeoman%2Fvb%2Fattachment.php%3Fattachmentid%3D9373%26d%3D1268668718&ei=9asyUeC6HoqmtAa964EI&usg=AFQjCNE0hnOT9Y1jFpVs8cyvAvYJJPo6Tw ، 03 مارس 2013، الساعة 02:20
7- بن صافية عائشة، 2009، المشروع المهني في ذهن المتفوّق دراسيا، مجلة دراسات في العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة الجزائر، العدد 12، ص 274
8- مصطفى شركي، 24 فبراير2008، الاطار النظري للمشروع التربوي (مقال إلكتروني) : http://tawjihsud.blogspot.com/2008/02/blog-poste 24.html، ص8
9- وندي هارش وشارل جاكسون، 1998، التخطيط الناجح لاختيار المهنة المناسبة، مركز التعريب والترجمة، الدار العربية للعلوم لبنان،
ط 1، ص50
10- بشلاغم يحي، المرجع السابق.
11- العبيدي كمال خليل، 2001، الوسائل والتقنيات التعليمية الحديثة في التدريب المهني، المركز العربي للتدريب المهني، طرابلس، ب ط، ص15.
12- العبيدي كمال خليل، المرجع السابق، ص15.
13- مديرية التقويم والتوجيه والاتصال، جانفي 2000، المديرية الفرعية للتوجيه والاتصال، دليل منهجي في الإعلام المدرسي، ص5.
14- حناش فضيلة ومحمد بن يحي زكريا، 2011، المعهد الوطني لتكوين مستخدمي التربية وتحسين مستواهم، التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني من منظور إصلاحات التربية الجديدة، ص 34.
15- بوسنة محمود، 1998، التوجيه المدرسي والمهني، الخلفية النظرية لمفهوم المشروع وبعض المعطيات الميدانية، مجلة العلوم الإنسانية، منشورات جامعة قسنطينة، الجزائر، العدد 10، ص170.
16- وليد أحمد جابر، 2003، طرائق التدريس العامة تخطيطاتها وتطبيقاتها التربوية، دار الفكر لمنشر والتوزيع، عمان، ط 3، ص 39.
17- بوسنة محمود، مرجع سابق، ص 170.
18- بوسنة محمود، مرجع سابق، ص 171.
19- بديع محمود القاسم،2001، علم النفس المهني بين النظرية والتطبيق، الوراق للنشر والتوزيع، عمان، ط1 ، ص ص 178-179.
أضف تعليق