مستقبل العمل: الاستعداد للاضطراب
مدونات البنك الدولي
الكاتب(ة): شيلا جاغاناثان
رئيس الحرم الجامعي للتعليم المفتوح في البنك الدولي
The Future of Work: Preparing for Disruption
دورة تعليمية جديدة للبنك الدولي على الإنترنت
الإيقاع المتسارع لتطور الذكاء الاصطناعي له تأثير عميق على القوى العاملة . فالوظائف التي يمارسها البشر على مدى عقود أو قرون باتت تتحول عتيقة مع دخول الإنسان الآلي مجال العمل. في الوقت نفسه، أتيحت وظائف جديدة لم تكن للأجيال السابقة لتستوعبها. وقد يكون للإخفاق في الاستعداد لهذه التغيرات آثار كارثية على الاقتصاد.
مستقبل العمل: الاستعداد للتكنولوجيا الهدّامة (تقنيات جديدة تغيّر صناعات ونماذج أعمال قائمة أو تخلق صناعات جديدة)
دورة مكثفة مفتوحة عبر الإنترنت لدراسة تقرير عن التنمية في العالم 2019 وقوى العمل المستقبلية. تعرف على كيفية تغيير الذكاء الاصطناعي والميكنة والتقنيات المتطورة والشركات الجديدة للعالم. سجل اسمك الآن
التغيرات التكنولوجية تؤثر علينا جميعا
مع استمرار تطور الميكنة والتعلم الآلي والذكاء الاصطناعي بمعدلات عالية، لم تبق وظيفة فعليا على ما كانت عليه قبل 50 عاما . ففي غرفة الدرس، حلّت أجهزة الكمبيوتر اللوحي والسبورات الذكية محل الكتب والسبورات الخشبية. وعلى خطوط التجميع، استولى الإنسان الآلي على عمليات ربط الصواميل التي اشتهرت منذ عرض فيلم تشارلي تشابلن "الأزمنة الحديثة" عام 1936. ومع المزيد من الاختبارات وعمليات التطوير للسيارات ذاتية القيادة، قد تستغني سيارات الأجرة الصفراء في نيويورك والسوداء في لندن عن السائقين.
قد يعتقد المرء للوهلة الأولى أن هذه التطورات تهدد وظائف الملايين من البشر حول العالم. لكن هذه التطورات تفسح المجال في الوقت نفسه لمستوى أعلى من وفورات الحجم، وتتيح الاستغلال الأمثل لمهارات بعينها، أو تساعد على تحسين سلامة العمال. فاستخدام أجهزة الكمبيوتر اللوحي الفردية يساعد المدرسين على الرصد الدقيق للتحديات التي يواجهها الطالب ومساندته إزاءها، بينما تساعد أجهزة الروبوت على خطوط التجميع في تجنب الحوادث التي تهدد حياة العمال وتعوقهم.
بيد أن عمال المستقبل سيحتاجون إلى استكمال مجموعات جديدة من المهارات. فالتقدم التكنولوجي مؤخرا يغيّر من كيفية ممارستنا لحياتنا ومن التواصل وممارسة أنشطة الأعمال، ويهدم صناعات تقليدية، ويعيد صياغة العلاقة بين العمال وأرباب العمل . ستطيح الميكنة والذكاء الاصطناعي والربط الرقمي فائق الحساسية بآلاف الوظائف الروتينية متدنية المهارات. هذه الدورة التدريبية تشدد على الحاجة الملحة للاستثمار في تنمية رأس المال البشري للتكيف مع هذه التحديات الوشيكة التي سيكون لها أثرها على مدى قرون قادمة. الموضوعات الرئيسية لهذه الدورة تتضمن تأثير الذكاء الاصطناعي على العمل، واقتصاد الوظائف المؤقتة، ووظائف المستقبل، والتعلم الآلي، ودور واضعي السياسات، وسوق العمل، والقوى العاملة.
الاستعداد لمستقبل العمل
تركز هذه الدورة التدريبية أولا على فهم العوامل الفعالة في الطبيعة المتغيرة للعمل. فهي تعرف المشاركين على تقنيات جديدة تحدث تحوّلا في حياتهم اليومية، وعلى أنماط جديدة من الميكنة وأنشطة الأعمال، ومن بينها الشركات التي تعمل من خلال المنصات الرقمية التي تساعدها على التوسع سريعا دون الحاجة إلى اندماج رأسي.
ثانيا، يتعرف المشاركون على مؤشر البنك الدولي الجديد لرأس المال البشري، مما يبرز الارتباط بين الاستثمار في الصحة والتعليم وبين إنتاجية عمال المستقبل. الاستفادة القصوى من هذه الفرصة الاقتصادية الوليدة ستتوقف على منح الأولوية لتنمية القدرات الفردية وبناء المهارات المطلوبة لسوق العمل مستقبلا.
ثالثا، من الضروري إدراك أهمية التعليم المبكر والأثر الفارق الذي يتركه. فرغم الانخفاض التاريخي في معدلات الفقر والزيادة المطردة في متوسطات الأعمار، تظل هناك مخاطر تشكل تهديدا كبيرا للتنمية، لاسيما للأطفال ممن هم دون سن الخامسة. فتردي الرعاية الصحية والتغذية في هذه المرحلة الحرجة من تنمية الطفل، خاصة خلال "الألف يوم الأولى" منذ الحمل، تسبب تدني القدرة الإدراكية التي تلازم الطفل حتى سن الرشد.
رابعا، تنمية المهارات لا تنتهي في المدرسة. فالتعليم التربوي المبتكر، والبرامج التكنولوجية، والربط بين الصناعة والمدارس، كلها تساعد البلدان النامية على تدريب أعداد ضخمة من العمال على القدرات الجديدة، ومن بينهم الكبار.
خامسا، تركز الدورة على العقود الاجتماعية الجديدة المطلوبة لخدمة الاستثمار الأكبر في رأس المال البشري وفي المزيد من برامج الحماية الاجتماعية الشاملة. وتستطلع الدورة العديد من الطرق الجديدة لحماية البشر، بما في ذلك الحد الاجتماعي الأدنى الذي يوفر الدعم بمنأى عن الوظيفة؛ وتوسيع مظلة التأمين الشامل الذي يعطي الأولوية للفئات الأشد احتياجا في المجتمع؛ وإدراج عمال الصحة المحليين على كشوف المرتبات الحكومية.
ماذا ستجني؟
بالتسجيل في هذه الدورة المجانية على الإنترنت:
- ستتعلم من قيادات المنظمات الدولية والخبراء الممارسين.
- ستتعاون مع آلاف من خبراء التنمية والسياسات في العالم.
- ستبني شبكة من ممارسي التنمية في العالم.
- ستحصل على شهادة تدريب من البنك الدولي - التعليم المفتوح edX
لمن هذه الدورة؟
- المسؤولون الحكوميون الذين يسعون إلى تعلم أفضل السبل لإعداد بلدانهم والاستثمار في رأس المال البشري كي يكونوا مستعدين للتحول الهائل في طبيعة العمل.
- الشركات التي تدرك الحاجة إلى الاستثمار في موظفيها لإعدادهم للاحتياجات المتغيرة
- الطلاب الذين يعدون أنفسهم للانضمام إلى صفوف عمال المستقبل.
مستقبل المشاركة الواسعة في التعلم الإنمائي
سعى برنامج مجموعة البنك الدولي للتعليم المفتوح OLC منذ بدايته إلى أن يكون واحدا من المراجع الدولية في:
- التعليم الإنمائي الدولي لزيادة الأثر الإنمائي وتعبئة التمويل والمعرفة من أجل التنمية.
- زيادة الوعي بالتحديات العالمية والإقليمية والوطنية والمحلية التي تواجه التنمية، والطرق والبرامج التي تعكف مجموعة البنك الدولي وشركاؤها على وضعها للتصدي لها.
- إنشاء برامج على الإنترنت لتبادل المعرفة والتعبئة من أجل حشد وتجميع الفاعلين من القطاعين العام والخاص على المستوى العالمي والوطني والمحلي من أجل تحفيز التمويل والاستثمار والتكنولوجيا دعما لهدفي مجموعة البنك الدولي ولأهداف التنمية المستدامة.
في هذا السياق، تعمل هذه الدورة المكثفة بمثابة نموذج لقوة وإمكانيات المشاركة عبر الإنترنت. نتطلع إلى تعميق وتوسيع مشاركتنا عالميا ومحليا من خلال مثل هذه البرامج في المستقبل.
أضف تعليق