ما هو التوجيه المهني؟
ما هو التوجيه المهني؟
?What is Career Guidance
الكاتب (ة):حماش خديجة
التوجيه المهني
تعود كلمة توجيه Guidance إلى عام 1530، وتعرف بأنها عملية توجيه السلوك. ويمكن تعريف التوجيه المهني بأنه برنامج إنمائي شامل يهدف إلى مساعدة الأفراد على اتخاذ وتنفيذ خيارات تعليمية ومهنية مستنيرة. وبعبارة بسيطة، هو رحلة ينمو فيها الناس لاتخاذ قرارات ناضجة ومستنيرة. فالتوجيه المهني فعل توجيهي أو يبين الطريقة، وهو فعل التماس المشورة.
التوجيه المهني هو التوجيه الذي يعطى للأفراد لمساعدتهم على اكتساب المعرفة والمعلومات والمهارات والخبرة اللازمة لتحديد الخيارات المهنية وتضييق نطاق اتخاذ قرار مهني واحد. هذا القرار المهني يؤدي إلى تحقيق رفاههم الاجتماعي والمالي والعاطفي.
ويعرّف التوجيه المهني أيضا على أنّه العملية التي يتبين من خلالها الفرد حظوظه في النجاح على الميدان سواء في دراسة معينة، وفي مستوى محدد أو في تخصص مهني معين، وفي درجة ما من التأهيل.(1)
ويهتم التوجيه التربوي بميول اهتمامات الفرد تجاه دراسة ما، بينما تتركز نقطة اهتمام التوجيه المهني في جملة القابليات العملية للفرد بغية توجيهه نحو مهنة محددة، أو على الأقل نحو نموذج من المهن محدد من قبل وإعادة تكييفه مع مهن جديدة إذا لزم الأمر.(2)
ويذهب Super في كتابه سيكولوجية المهن (The psychology of careers 1957) إلى أن التوجيه المهني هو عملية مساعدة الفرد على إنهاء وتقبل صور متكاملة لذاته، وملائمة لدوره في عالم العمل، وكذلك مساعدته على أن يختبر هذه الصور في العالم الواقعي، وأن يحولها إلى حقيقة واقعية بحيث تكفل له السعادة وللمجتمع المنفعة.(3)
والتوجيه المهني يتعدى توعية التلميذ في الاختيار والتحضير لمهنة ما وفق مهاراته وميوله الشخصية، إلى وضع كل عامل في مكانه حيث يكون أكثر فعالية مع أخذ بعين الاعتبار أبعاد التشغيل.(4)
وعرف التوجيه المهني في الاتفاقية العربية (1977) على أنه النشاطات الرسمية التي تهدف إلى إرشاد وتوجيه المجتمع بفئاته المختلفة لفرص العمل المتاحة أمام أفراده، والتي تتناسب مع مهاراتهم وميولهم وقدراتهم النفسية الجسمانية، ولتوجيههم إلى فرص التدريب المتاحة لإعدادهم للعمل المناسب لهم. (5)
وبصفة عامة التوجيه والإرشاد المهني بمثابة عملية مركبة تتألف من سلسلة من العمليات المتصلة والمتفاعلة فيما بينها بما يشكل حالة من التكامل حيث تشمل هذه العمليات مايلي:
- اختيار المهنة المناسبة على أساس ما يتمتع به الفرد من ميول وقدرات.
- الإعداد والتدريب على المهنة المختارة.
- الالتحاق بالمهنة حيث يقتضي ذلك الإحاطة بمجالات العمل المختلفة للمهنة وبوسائل إعانة الفرد للالتحاق بها .
- التقدم والتطور في المهنة من خلال تبصير الفرد بما يطرأ على مهنته من تقدم وتطور وتجديد وتعريفه بالطرق التي تساعده على الترقي في مهنته.
- أنها عملية مدروسة ومخططة تتضمن المعرفة الشاملة والبعد المهني والتدريبي حيث تهدف هذه العملية إلى بناء الإنسان كما ونوعا، وانه لكي تكون عملية التوجيه والإرشاد المهني ناجحة لابد للمرشد المهني من أن يكون على دراية وعلم وتأهيل من أجل أنجاح هذه العملية، كذلك لابد أن تتضمن عملية التوجيه والإرشاد المهني القدرة على التمييز
بين الأفراد والفروق الفردية من أجل تلبية الاحتياجات والقدرات والاستعدادات لكل فرد بمفرده وكذلك من أجل ديمومة التوجيه والإرشاد المهني حيث أنها عملية مستمرة مدى الحياة ولا تنتهي في مرحلة من المراحل أي أن لها صفة الاستمرارية.(6)
مبادئ التوجيه المهني
- مراعاة الفروق الفردية.
- التأكيد على حرية الفرد في الاختيار المهني.
- الإحاطة بحقيقة تنوع المهن: لكل مهنة متطلباتها التي تستدعي من الفرد التأمل والتفكير والدراسة الرعية حتى يتحسن الاختيار.(7)
أسس التوجيه المهني:
إن عملية التوجيه المهني ليست بالعملية التي تعتمد على الاجتهاد والرغبات الشخصية :
- النظر إلى الفرد على أنه ذات متميزة وبالرغم من التشابه بين البشر جميعا في شخصياتهم ، فان ثمة حقوق بينهم في النواحي العقلية والجسمية.
- احترام الفرد والاعتراف بكرامته وحقه في اختيار المهنة المناسبة.
- مساعدة الأفراد على تبني الموضوعية والعملية في تفكيرهم وسلوكهم، بدلا من الطموح الذي لا يستند إلى أساس واقعي.
- مساعدة الأفراد معرفة مصادر قوتهم وضعفهم عند اتخاذ القرار المناسب لاختيار المهنة.
- ألا يختار الفرد مهنة لمجرد أنه رأى المهنة ناجحة أو أنه رأى أشخاص ناجحين فيها لينبغي أن ينقاد أمام الآخرين أو أن يدخل مهنة لمجرد التقليد.
- إن التوجيه المهني للأفراد ضروري لتحقيق أهداف المجتمع ومواجهة مطالب نموه الاقتصادي والاجتماعي فالمجتمع بحاجة مختصين في مختلف لمجالات وان توجيه الأفراد يساعدهم في اختيار الأعمال والوظائف التي تعود على المجتمع بالنفع والفائدة.(8)
خصائص التوجيه المهني
والتوجيه المهني بهذا هو عملية مركبة تتألف من سلسلة من العمليات المتصلة المتكاملة ، نلخصها فيما يلي :
- اختيار مهنة على أساس ما لدى الفرد من ميول وقدرات وسمات.
- الإعداد والتدريب على المهنة المختارة وهذا يقتضي المعرفة بنوع التدريب ومدته ومكانه وشروطه.
- الالتحاق بالمهنة وهذا يتطلب الإحاطة بمجالات العمل المختلفة للمهنة المختارة وبوسائل معونة الفرد على الالتحاق بها.
- التقدم في المهنة ويكون ذلك بتبصير الفرد بما يطرأ على مهنة كمنى تقدم وتغير وتطور وتجديد أو بتعريفه بالطرق التي تساعده على الترقي في مهنته وهذا نوع من التدريب تهتم به البلاد الناهضة اهتماما كبيرا ولا تقتصر مهمة التوجيه المهني على مساعدة الفرد على اختيار المهنة التي
تناسبه بل تتجاوز ذلك إلى النصح له بالابتعاد عن مزاولة مهنة معينة.
أهداف التوجيه المهني
- وضع الرجل المناسب في المكان المناسب الذي يؤدي إلى عديد الفوائد ومن ذلك نجد:
- ارتفاع نسبة النجاح والتقدم في مجالات العمل والدراسة، وبالتالي التقليل من الفشل الدراسي.
- شعور الفرد بالرضا عن عمله أو دراسته.
- يؤدي التوجيه السليم إلى زيادة الإنتاج كما وكيف كما يؤدي الى انخفاض نسبة البطالة.
- انخفاض معدلات حوادث العمل وإصاباته.
- يؤدي التوجيه المهني إلى زيادة مهارة العامل مما يساعد على ارتفاع مستوى المعيشة. (9)
- يهدف الإرشاد والتوجيه المهني إلى توعية الطلاب لاكتشاف طموحاتهم، ميولهم، مؤهلاتهم وقدراتهم وتوفير معلومات عن سوق العمل والفرص الدراسية المتاحة من أجل ربط بين هذه المعلومات بما يعرفوه عن أنفسهم، واختيار مهنة المستقبل واتخاذ قرارات ملائمة ذات الصلة بمسارات العمل والتعلم.
- يكتسب الطلاب معارف ومهارات لاختيار مهنة المستقبل، والتخطيط لمساراتهم الدراسية الملائمة، فيجعلهم أكثر انخراطًا واندفاعًا للاستفادة من الفرص التعلمية والاستعداد لمهنة المستقبل مع الحفاظ على المرونة والقابلية للتأقلم مع المتغيرات التي قد تطرأ في المستقبل.
- يعزز الإرشاد والتوجيه المهني مبدأ تكافؤ الفرص من خلال توفير وإتاحة المعلومات حول عالم العمل وفرص الدراسة ويساعدهم على تجاوز العقبات والتحديات التي يواجهونها كالبطالة، غياب الاستقرار وضعف مهارات التوظيف المطلوبة في سوق العمل. (10)
- مساعدة الفرد على معرفة ميوله وقدراته ، وإمكاناته ومواطن الضعف والقوة لديه.
- تشجيع الفرد على تنمية اتجاهات وقيم ايجابية نحو المهن المختلفة. (11)
- مساعدة الأفراد على اتخاذ القرارات المتعلقة بمستقبلهم المهني، أو اختيار المهنة أو التخصص الدراسي الذي يناسبهم ويكون أكثر ملائمة مع قدراتهم و استعداداتهم وإجراء المقابلات والملاحظات المختلفة للتعرف على شخصياتهم للتمكن من توجيههم إلى الوظيفة أو إلى التدريب.(12)
أهمية التوجيه المهني
- يلعب التوجيه المهني دورا رئيسيّا في تحقيق أهداف التعّلم مدى الحياة والاندماج الاجتماعي وتحسين جدوى ومردودية سوق العمل والتنميّة الاقتصادية.
أ- المستوى الفردي
- تلبية حاجات الفرد.
- تلبية حاجات المجتمع.
- توسيع أفاق معارفهم فيما يتعلق بعالم العمل المهني.
- إدراكهم للعوامل المؤثرة في عالم العمل.
- إدراكهم للقيم المهنية المرتبطة بالعمل والحياة. (13)
ب- سوق العمل والتنمية الاقتصادية
- يساعد على دعم التشغيلية وتحسين مردود منظومة التربية والتدريب.
- يساعد على تحسين استغلال آليات التشغيل والإدماج المهني.
- تحقيق أكبر قدر ممكن من التوازن بين احتياجات الأفراد واحتياجات سوق العمل.(14)
خدمات التوجيه والإرشاد المهني
التوجيه المهني هو مجموعة الأنشطة التي تساهم في :
- تقديم الإعلام الشامل والمحين باستمرار حول ما توفره منظومات التربية والتعليم التقني والتدريب المهني والتعليم العالي من فرص لمواصلة التعلم أو تغيير التوجه طبقا للطموحات الشخصية للأفراد ولميولاتهم.
- مساعدة الأفراد، من جميع الأعمار وفي كل الفترات، على إحكام اختيار مسارهم في مجال التعليم، أو التدريب المهني أو اقتحام سوق العمل وعلى التصرف في مسارهم المهني
- تقديم الإعلام الشامل والمحين للأفراد والمشغلين حول فرص العمل وآليات المساعدة على الاندماج
- تقديم خدمات للأفراد والمجموعات في أشكال تتلاءم مع احتياجاتهم
- توفير كل المعلومات التي تمت الإشارة إليها وجعلها في المتناول بالطريقة الأقرب لمحتاجيها وفي الأوقات المناسبة.(15)
- كفالة حرية الفرد في اختيار نشاطه التعليمي والمهني، ضمن أهداف النمو الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع.
- إتاحة الفرصة أمام الفرد للحصول على التوجيه والتدريب المهني المناسبين له طوال فترة الإعداد لحياته العملية وبعدها.
- تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص في التدريب ورفع الكفاءة.(16)
المراجع:
- بوعطاف، مسعود. (1996). التوجيه المهني بين متغيرات الشّخصية والواقع الاجتماعي. مجلة جامعة قسنطينة للعلوم الإنسانية: العدد 7: ص 52.
- العيسوي، عبد الرحمن محمد. (1974). القياس والتجريب في علم النفس والتربية. بيروت: دار النهضة للنشر. ص 20.
- دويدار، عبد الفتاح محمد. (1995). أصول علم النفس المهني وتطبيقاته". بيروت: دار النهضة العربية للطباعة والنشر. ص 154.
- مقدم، عبد الحفيظ (1994). دور التوجيه والإرشاد في الاختيار والتوافق المدرسي والمهني. المجلة الجزائرية للتربية: العدد الأوّل: ص60.
- منظمة العمل العربية (1977). الاتفاقية العربية رقم (9) لعام 1977 بشأن التوجيه والتدريب المهني (الفصل الأول، المادة الأولى). الإسكندرية: مؤتمر العمل العربي. ص 154.
- الشيخ، جعفر، علي (ب.س). التوجيه والإرشاد المهني ودوره في ضوء تطوير المرحلة الإعدادية". مملكة البحرين: وزارة التربية والتعليم، إدارة الخدمات الطلابية. ص4-5.
- طه، خالد أحمد (2004). التربية المهنية. جامعة دمشق. سوريا. ط 1. ص30.
- العزة، سعيد حسني. (2009). دليل المرشد التربوي في المدرسة. عمان: دار الثقافة للنشر والتوزيع. ط1. ص123.
- عبد الهادي، جودت عزت؛ العزة، سعيد حسني. (2014). التوجيه المهني ونظرياته. عمان: دار الثقافة للنشر والتوزيع. ط2. ص22.
- حاصبيا الغد: الفريق المحلي في حاصبيا. (2019). دليل الإرشاد والتوجيه المهني. لبنان: UKDFID/UKAID. ص 3.
- الداهري، صالح حسن أحمد. (2005). سيكولوجية التوجيه المهني ونظرياته. عمان: داروائل. ط1. ص 254.
- مقدم، عبد الحفيظ. (1994). دور التوجيه والإرشاد في الاختيار والتوافق المدرسي والمهني. المجلة الجزائرية للتربية: العدد الأول. ص 60.
- أبو حماد، ناصر الدين. (2008). الإرشاد النفسي والتوجيه المهني. الأردن: جدارا للكتاب العالمي. ط1، ص 252.
- التومي، إبراهيم. (2009). دور التوجيه والإرشاد المهني في تضييق الفجوة بين مخرجات التعليم والتدريب واحتياجات سوق العمل. ورشة العمل الإقليمية لمخططي التشغيل دبي. منظمة العمل العربية 6-7 ديسمبر 2009. ص12 -13.
- التومي، إبراهيم. (2009). دور التوجيه والإرشاد المهني في تضييق الفجوة بين مخرجات التعليم والتدريب واحتياجات سوق العمل. ورشة العمل الإقليمية لمخططي التشغيل دبي. منظمة العمل العربية 6-7 ديسمبر 2009. ص13.
- منظمة العمل العربية (1977). الاتفاقية العربية رقم (9) لعام 1977 بشأن التوجيه والتدريب المهني (الفصل الأول، المادة الأولى). الإسكندرية: مؤتمر العمل العربي. ص 155.
أضف تعليق